تواصلت فعاليات مسابقة الشيخة فاطمة بنت مبارك الدولية للقرآن الكريم لليوم الخامس في دورتها الثالثة التي تنظمها جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم وتقام فعالياتها على مسرح ندوة الثقافة والعلوم بدبي، بحضور سعادة المستشار إبراهيم محمد بو ملحه مستشار صاحب  السمو حاكم دبي للشؤون الثقافية والإنسانية رئيس اللجنة المنظمة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، والدكتور سعيد عبدالله حارب نائب رئيس اللجنة المنظمة، وأعضاء اللجنة المنظمة، وعدد من المسؤولين وضيوف الجائزة ورعاة اليوم الخامس، ومرافقي المتسابقات وجمهور الحضور المتابعين لفعاليات المسابقة القرآنية.

وقد استمعت لجنة التحكيم في اليوم الخامس من أيام المسابقة بفترتيه الصباحية والمسائية إلى تلاوات عطرة لكتاب الله في تنافس شريف بمشاركة 6 متسابقات وهن  فرح مصطفى جوجو من لبنان، زينب رياحي موسى من النيجر، مروة عائشة مغدي من كندا، سلمى يوسف عوض محمد أحمد من السودان، فاطمة رهوة رشيد من المالديف، وحواء باه من غامبيا، وتحفظن جميعا برواية حفص عن عاصم. 

كما تتنافس 6 متسابقات أمام لجنة التحكيم يوم غد السبت سادس أيام المسابقة بمشيئة الله تعالى وهن كل من: هديل بنت فتحي بن جماعة من تونس وتحفظ برواية قالون عن نافع، أما المتسابقات الست الأخريات فتحفظن برواية حفص عن عاصم وهن: عاشورة أمان لالنغا من تنزانيا، زينب صلاد آدم من فنلندا، نادية جاسم علي حسين أحمد محمد الكندري من الكويت، رحمة نشموي من رواندا، وأساناتو بامبا من مالي. 

 وذكر عبدالرحيم حسين أهلي عضو اللجنة المنظمة للجائرة رئيس وحدة الشؤون المالية والإدارية أن الدورة الثالثة للمسابقة وتأتي ضمن فعالياتنا في "عام زايد" تحقق نجاحا كبيرا على كافة المستويات من حيث التنظيم والتنسيق والإعداد والتحكيم وبما يحقق راحة المحكمين والضيوف والمتسابقات ومرافقيهن ومن حيث حجم الجوائز المالية المقدمة للفائزين ومقارنة بمثيلاتها من المسابقات فى أنحاء العالم، ويأتي ذلك وسط تنافس شريف للمتسابقات في هذا الميدان المبارك، "وفي ذلك فليتنافس المتنافسون"، كما يقوم بتحكيم المسابقة نخبة من أصحاب الفضيلة العلماء والحفاظ المتمكنين بمختلف قراءات وأحكام القرآن الكريم وعلومه وتجويده ويتعاملون مع أحدث أجهزة التحكيم الإلكترونية التي تتعامل بدقة متناهية مع المتسابقات ومستوى إجادتهن في رصد درجات الحفظ والتلاوة والأداء مع أسئلة أعضاء لجنة التحكيم، خاصة وأن المسابقة تحمل اسم سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، أم الإمارات، حفظها الله، التى تحظى بمكانة كبيرة في نفوسنا ولدى أبناء الإمارات جميعا ولدى شعوب العالم، ومعروف عن سموها مساهماتها الإنسانية البارزة فى مجال الأعمال الخيرية وخدمة الإسلام والمسلمين فى كثير من أنحاء العالم.

وأشاد عبدالرحيم أهلي بالدعم اللامحدود لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الورزاء، حاكم دبي، رعاه الله، لما يقدمه سموه بسخاء ورعايته لهذه الجائزة المباركة، كما أشاد بنجاح وتطور مسابقات وفعاليات جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، ومسابقة الشيخة فاطمة بنت مبارك الدولية لدورتها الثالثة "دورة زايد"، وقال إن هذا النجاح يأتي في إطار جهود اللجنة المنظمة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم برئاسة المستشار إبراهيم محمد بو ملحه مستشار صاحب السمو حاكم دبي للشؤون الثقافية والإنسانية وللإعداد المسبق للدورة الثالثة لتحقق نجاحا تلو الآخر على المستوى العالمي في خدمة القرآن الكريم وخدمة حفظة كتاب الله تعالى، وسعيا لتحفيز الأبناء والبنات على الحفظ والتجويد من أجل المنافسة في كل عام وتحفيزهم للحفظ وتعلم كتاب الله عملا بقوله صلى الله عليه وسلم: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه". 

وفي لقاء مع ممثلة لبنان فرح مصطفى جوجو، عبّرت عن سعادتها وقلقها في الوقت نفسه لا سيما أن المسابقة شهدت تنافسًا قويًّا بين حافظات بلغ أوجه في الأيام السابقة، وكل يوم يظهر صوتً بل تظهرأصوات متميزة وأداءً أكثر قوة مما يصعّب مهمة التنافس على المراكز الأولى على من بقي من المتسابقات، وهو سر التخوف الذي انتاب المتسابقات هذا اليوم. فرح  طالبة في السنة الثانية تخصّص كيمياء حيوية، والتي تشارك لأول مرة في مسابقة قرآنية دولية، قالت إنها منبهرة بطريقة التنظيم وجمال المسرح وعملية التحكيم التي تجري إلكترونيًّا على خلاف ما اعتادت عليه في بلدها خلال مشاركاتها في مسابقاته المحلية. وأضافت: بدأت حفظ القرآن الكريم منذ سن الثامنة إلا أني لم ألتزم بالحفظ الجاد على استاذة للإجازة إلا بسن الثانية عشر، فقد كان حفظي بسيطًا في البداية، لأني لما صدقت النية مع الله، وصرت أحفظ ليس فقط لأن أبي يريد ذلك بل لأني من أريد تغير حفظي، وصرت أحفظ أفضل وأسرع. ولاحظت أن الحياة دون القرآن فارغة، ففي البداية كنت أحس بأن الحفظ أمر مستحيل لكنه تحقق، فغير كل شيء في حياتي.

فالشكر على القائمين على إنجاح هذه المسابقة القرآنية، وعلى فرصة التحاقي بهذا الركب القرآني الرائع من خيرة حفظة بنات المسلمين. وحلمي الآن أن أصبح محفظة للقرآن الكريم ومعلمة له، فخيركم من تعلم القرآن وعلمه.

وقالت فاطمة رهوة رشيد من المالديف، وهي بالسنة الثانية من التعليم الثانوي، والتي أمتعتنا بلغتها العربية الجميلة، "إنّنا في المالديف لا نتكلم اللغة العربية رغم أننا مسلمون، وقديمًا كان هناك قلة من الحفاظ، لكن والدي الذي يدرس اللغة الديفيهية وكذلك اللغة العربية، هو سبب حفظي للقرآن الكريم وإجادتي للغة العربية، فأنا الوحيدة الحافظة للقرآن الكريم في بيتنا، فإخوتي لا يحفظون، وأسأل الله أن يحفظوا قريبا. وإن من تشجيع والدي لي على الحفظ أن سجلني في مركز القرآن الكريم حيث حفظت القرآن وأجدته، وهم من اختبروني حتى التحقت بهذه المسابقة الرائعة، خاصة أني تمنيت دائما زيارة دبي لما تمتاز به من جمال وحضارة ورقي، حيث يحلم كل واحد في زيارتها والتعرف عليها عن قرب، وها هو القرآن -والحمد لله- يقرب البعيد ويسهل الصعب، وأرجو بمشاركتي هذه أن أضيف لمسة طيبة لهذا البلد الطيب الذي دعانا فكان نعم المضيف ونعم الدار التي اختارها الله لتجمع حفاظ كتاب الله من كل بقاع الأرض. فالشكر لكم، وزادكم الله من فضله، وتقبل منكم أعمالكم خالصة لوجهه الكريم.

وقالت سلمى يوسف عوض محمد أحمد من السودان، وهي خريجة تخصص مختبرات طبية، إنها بدأت حفظ القرآن الكريم بسن السابعة وختمته بسن الخامسة عشر، وإن هذه المسابقة ليست أول مشاركة دولية لها في مسابقة قرآنية إلا أنها امتازت بعدد الدول المشاركة، وطريقة التنظيم، ولعل أهم الصعوبات التي واجهتها مع القرآن كانت في كثرة المعاهدة والمدارسة ومراجعته بعد الحفظ. ونصحت في ختام حديثها الجميع بالتوجّه إلى حفظ القرآن الكريم لأن القرآن جنة الحياة، وملهم الإنسان في قراراته الدنيوية. 

وتختتم جلسات المسابقة الصباحية والمسائية بتوزيع جوائز نقدية وعينية مقدمة من اللجنة المنظمة للجائزة بالسحب على كوبونات جمهور الحضور.