أعلن الانتهاء من كتابة وتدقيق وإخراج مصحف خليفة

 أشار المستشار إبراهيم محمد بوملحه رئيس اللجنة المنظمة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم إلى أن الجائزة أكملت 22 عاما من عمرها منذ انطلاقتها عام 1996 وهي في كامل تألقها ونشاطها من خلال فعالياتها النظامية وبرامج المحاضرات التثقيفية التي نحرص عليها، وقد وصلت الجائزة إلى العالمية بقوة وتمكن لتكون محط أنظار دول العالم العربية والمسلمة والجاليات والمتسابقين من حفظة كتاب الله الذين وحرصهم على المشاركة بها للسمعة الطيبة التي تتمتع بها دوليا. 

وقال نحمد الله للنجاح المتميز الذي وصلت إليه الجائزة في دورة زايد 22، والحضور الكبير والشخصي في كافة الفعاليات والتغطيات الإعلامية والفضائيات في رابع أيام المسابقة التي تشهد التنافس الكبير الشريف بين المتسابقين في هذا الميدان سواء في الحفظ أو الأداء بأحسن الأصوات، ونحن نركز في المسابقة على الحفظ باعتباره الفيصل في المسابقات الدولية.

 وأشار المستشار بو ملحه إلى أن الجائزة ستعلن في مؤتمر صحفي قريبا عن اكتمال إعداد مصحف صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان حفظه الله، ومرحلة تدقيق وإخراج المصحف والمطبعة التي ستقوم بالنشر، وقال إن أول مليون نسخة سنقوم بطبعها في أول طبعة للمصحف على فترات لتوزيعها، كما أفاد سعادته بأن لجنة تحكيم المسابقة استبعدت 4 متسابقين في الاختبار الداخلي الأولى لضمان وصول المتسابقين المتمكنين من الحفظ إلى منصة التحكيم لجدية المسابقة الدولية التي ينظر إليها الجميع بعين الاعتبار، كما تردنا اتصالات عديدة من أنحاء العالم لمشاركة أعداد من الحفاظ بالمسابقة ونشير عليهم بالرجوع إلى الجهات المختصة ببلدانهم  لترشيحهم مرورا بالمؤسسات والقنوات الرسمية بما في ذلك أبناء الجاليات المسلمة في دول العالم.

كما أشار سعادته إلى طرح فكرة عمل مسابقة دولية تجمع الفائزين الأوائل في مسابقات القرآن الكريم العالمية لاختيار أحسن الفائزين من المتسابقين الحفاظ عالميا ومتابعتهم أيضا في مستقبلهم، وتتم دراسة الفكرة حاليا بالتنسيق مع العديد من الدول المنظمة للمسابقات الدولية.

كما اشار المستشار بو ملحه إلى أن الجائزة ترحب بأي جهة تريد تطبيق نظام تحفيظ كتاب الله في السجون والمؤسسات الإصلاحية الذي يطبق في إمارة دبي بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي رعاه الله، بإعفاء من يحفظ القرآن الكريم خلال برنامج التحفيظ والمسابقة التي تتم في هذا الشأن لتحديد مستوى حفظ النزلاء في سجون دبي ومؤسساتها الإصلاحية، ويتم إعفاء الحفاظ منهم من مدة محكوميتهم الملزمين بها أو جزء منها حسب الأجزاء التي يحفظونها أو حفظهم للقرآن كاملا وانضباط سلوكهم، ليخرج النزلاء أعضاء نافعين للمجتمع وقادرين على نفع أسرهم وبلادهم بالعمل النافع سواء تعلموا حرفة مهنية خلال مدة محكوميتهم أو بما لديهم من خبرة عملية، والحمد لله حققت هذه التجربة نجاحا كبيرا منذ سنوات ببرنامج تحفيظ كتاب الله والمحاضرات التوعوية التي تصاحب البرنامج، مما حدا بالقائمين على بعض المؤسسات الإصلاحية للتواصل مع الجائزة الاطلاع على برنامج التحفيظ في السجون لإمكانية تطبيقه.

  وضمن منافسات المسابقة الدولية للقرآن الكريم تنافس 9 متسابقين في اليوم الثالث للمسابقة الدولية دورة زايد 22 التي تنظمها جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم في غرفة تجارة دبي، ويحفظ المتسابق محمد بن عبدالقادر من تونس برواية قالون، أما المتسابقون الباقون فيحفظون برواية حفص عن عاصم وهم مامادو بيلا صو من سيراليون، إبراهيم أونافسي من تركيا، مرهوم جليل عبدالله من الفلبين، الحسين بن علي بن يوف الأغبري من سلطنة عمان، أحمد مهدي مؤمن من ميبوتي، عمر درامي من مالي، أحمد ديفيدز من جنوب إفريقيا، والأمين كيزيري شافان جي من كينيا، وحضر مسابقة أمس المستشار إبراهيم محمد بوملحه مستشار صاحب السمو حاكم دبي للشؤون الثقافية والإنسانية رئيس اللجنة المنظمة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، ونائب رئيس وأعضاء اللجنة المنظمة، وسعادة الدكتور خالد بن سعيد الجرادي سفير سلطنة عمان بدولة الإمارات في أبوظبي، وسعادة لطفي بن عامر القنصل العام للجمهورية التونسية بدولة الإمارات في دبي والإمارات الشمالية، وحضور ممثل راعي مسابقة الليلة السيد أحمد حسن رئيس مجلس إدارة مجموعة فلورا للفنادق، والسيد أحمد نيازي مستشار المجموعة، وعدد من المسؤولين وجمع من الحضور متابعي فعاليات المسابقة الدولية، كما تستمر محاضرات وفعاليات المسابقة للجاليات في قاعة نادي الوصل في دبي.

 علاقات إماراتية تونسية

أشار سعادة القنصل لطفي بن عامر قنصل عام الجمهورية التونسية بدولة الإمارات في دبي والإمارات الشمالية إلى أنه سعيد بمتابعته فعاليات مسابقة جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم في دورة زايد 22 التي تواكب مئوية صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وأن هذه الجائزة العريقة التي تجذب أعدادا كبيرة ونوعية من حفظة القرآن الكريم من أنحاء العالم للمشاركة بها قد حققت نجاحها الفائق عالميا وتحرص بلاده على المشاركة بها سنويا منذ انطلاقتها الأولى قبل 22 عاما.

وقال سعادة القنصل إن هذه الدورة العريقة المباركة 22 "دورة زايد" لها ألق وإشعاع، وأنا سعيد بحضور هذه المسابقة منذ سنوات لمتابعة متسابق الجمهورية التونسية والمتسابقين جميعا، ويأتي هذا النجاح الكبير بفضل الله أولا ثم بجهود اللجنة المنظمة للمسابقة ورعاية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء راعي ومؤسس الجائزة، ومشيرا سعادته إلى تلقي الجالية التونسية أفضل المعاملة داخل الدولة انطلاقا من العلاقات الأخوية الوطيدة والقوية المتميزة بين دولة الإمارات والجمهورية التونسية وشعبي الدولتين الشقيقين.

وذكر المتسابق محمد بن عبدالقادر معرف 21 عاما من تونس أنه يدرس في كلية أصول الدين بجامعة الزيتونة وبدأ الحفظ في عمر 10 سنوات وأتمه في عمر 16 وابتدأ الحفظ بشكل عادي ثم اعتكف في المسجد ليكمل حفظه مع شيخه، وله شقيق يحفظ القرآن يصلي مكانه التراويح في رمضان في مسجده الذي يعمل به إماما وله 5 إخوة أشقاء يحفظون القرآن ووالده تاجر ووالدته معلمة ومحفظة للقرآن وقد رشحته وزارة الشؤون الدينية للمسابقة.

وقال المتسابق مامادو بيلا صو 19 سنة من سيراليون إنه بدأ الحفظ في عمر 10 وأتم في 15 وحفظ القرآن في مركز فتح الرحمن في فريتاون عاصمة سيراليون وساعده والداه وشقيقه يحفظ القرآن وهو يدرس في الصف الثاني الثانوي بمدرسة الأنصار الإسلامية وشارك محليا في 3 مسابقات وحقق مراكز أولى ويريد أن يتخصص في علوم القرآن وقال إن الجائزة ممتازة وهو سعيد بالمشاركة بها وبالخدمات الكبيرة التي تقدمها اللجنة المنظمة للمتسابقين.

 كما قال المتسابق إبراهيم أونافسي 13 سنة من تركيا، أزمير إنه حفظ القرآن في عمر 11 سنة بمعرفة والده وحفظ في المدرسة الهلالية التي تضم أكثر من 600 حافظ للقرآن وقاموا بترشيحه للمسابقة وله شقيق أصغر منه يحفظ القرآن ويتمنى أن يكون عالما في التفسير وعلوم القرآن الكريم وقال إن الجائزة من أكبر الجوائز الدولية في حسن تنظيمها وجوائزها وخدماتها.

 أما المتسابق مرهوم جليل عبدالله 17 سنة من الفلبين فقال إنه بدأ الحفظ في عمر 10 سنوات وأتمه في عمر 13 وحفظ في مركز أبي بن كعب التابع لرابطة العالم الإسلامي الذي رشحه للمسابقة وله 9 أخوة نهم 6 إخوة وأخوات يحفظون القرآن وأن له شقيقان شاركا في المسابقة الدولية بدوراتها السابقة أحدهما فاز بالمركز الرابع مما حفزه للحفظ والمراجعة والمشاركة في هذه الدورة المباركة دورة زايد 22 وقال إنه يريد أن يدرس علوم القرآن الكريم والتفسير والقراءات.

وقال المتسابق الحسين بن علي بن يوسف الأغبري من سلطنة عمان 19 عاما من ولاية نزوى إنه بدأ الحفظ في عمر 4 سنوات وقبلها وحتى حفظه اعتمد مبدئيا على السماع ويحعظ بعض إخوته القرآن بمتابعة والده وهو يدرس في كلية العلوم الشرعية بمسقط وشارك في 8 مسابقات محلية حقق فيها مرتين الترتيب الثاني والرابع وله أصدقاء شاركوا في مسابقة دبي الدولية وقد رشحته وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في عمان للمسابقة وأشاد بالجائزة والتحكيم الإلكتروني بها الذي يحقق الدقة في حق المتسابق وإنصافه.

 ومن جانبه المتسابق عمر درامي 18 سنة من مالي قال إنه بدأ الحفظ عمر 5 وأتم في عمر 9 وشجعه والداه الحافظان للقرآن وله 22 أخا وأختا يحفظ منهم 5 إخوة القرآن كاملا وهو يدرس في مركز دار القرآن والحديث في 

 

الشيخ ابراهيم هداوي يحاضر للجالية المليبارية عن تعاليم القرآن في القضايا الاجتماعية 

 

استمر برنامج محاضرات الجاليات ضمن فعاليات جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم في قاعة الشيخ راشد بن مكتوم بنادي الوصل الرياضي بدبي للشيخ ابراهيم خليل هداوي باللغة المليبارية وتحدث هداوي في محاضرته التى كانت بعنوان تعاليم القران فى القضايا الاجتماعية وعلاقة الفرد بالمجتمع فقال القرآن الكريم هو آخر الكتب السماوية، هو كلام الله سبحانه وتعالى ، المُنزّل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والمُتعبّد بتلاوته، والمنقولُ إلينا نقلاً متواتراً واحتوى على أعظم منهج ربانيّ مُحقِّق لسعادة الإنسان في حياته الدّنيا والآخرة. وأنَّه كتاب مُعجز، فهو مُعجَزٌ بلفظه، ونُظُمه، وأسلوبه، وعباراته، وموضوعاته، وتشريعاته.

اختصَّ الله عزَّ وجل النَّوع الإنساني من بين خلقه بأنْ كرَّمه وفضَّلَه ، فللإنسان شأنٌ ليس لسائر المخلوقات؛ فقد خلَقَه البارئُ تعالى بيده، ونفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته؛ إكرامًا واحترامًا، وإظهارًا لفضله، واتَّخذ سبحانه من هذا الإنسانِ الخليلَ والكليمَ، والولِيَّ والخواصَّ والأحبار، وجعله مَعْدِنَ أسراره، ومَحلَّ حكمته، وموضِعَ مثوبته.

 وهذه المحاضرة ما هي إلاَّ بيان لبعضِ تعاليم  القرأن الكريم في علا قة الفرد بالمجتمع و تحليل المشاكل الاجتماعي .

وقد تناول القرآن الكريم الفرد من ناحيتين، ناحية شخصه هو، وهي الصفات الفردية التي يجب أن يتحلى بها ليعود نفعها عليه وحده كأن يعتصم الانسان بالصبر عند المحن والشدائد في قوله تعالى: {واستعينوا بالصبر والصلاة وانها لكبيرة إلا على الخاشعين} وقوله تعالى: {ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين} وكالاعتدال في الانفاق فلا بخل ولا إسراف كقوله تعالى: {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسورا} وكقوله: {والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما}. 

على أن معظم الصفات الفردية التي أمر بها القرآن إن كانت جميلة ونهى عنها إن كانت ذميمة تعود في مجملها على المجتمع، لأن الشخص الذي يتحلى بمكارم الأخلاق يألفه الناس ويتأسون به، ويحبونه ويعاونونه، وهو من جهته لكمال خلقه الفردي يسعى إلى خيرهم، لأن سجيته مفطورة على الخير.

 

ولكن الذي يهمنا في حديثنا هذا هو علاقة الفرد بالمجتمع، علاقته أولاً بأسرته، زوجه وأبويه وأولاده وخدمه، ولا شك أن الأسرة القوية المتحابة التي تسود بينها الرحمة والعناية تفضي إلى مجتمع سليم، فالأسرة نواة المجتمع استمع إلى قوله تعالى ينظم العلاقة بين الزوجين {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة، إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون}  

وإذا حدث نفور لأمر ما بين الزوجين {فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان} فلا شحناء ولا بغضاء ولا إيذاء ولنستمع إلى قوله تعالى في العلاقة بين المرء وأبويه حيث قال: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا، إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريما، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ربكم أعلم بما في نفوسكم ان تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا}.

 

ولا شك أن الابن سيكون أباً يوماً ما. وسيطلب من ابن أن يعامله مثل هذه المعاملة، وبذلك تظل هذه التقاليد الكريمة مرعية، وآداب الأبوة معمولاً بها، ورباط الاسرة قوياً عماده المحبة والرحمة والبر والمعاونة.

أما علاقة الفرد بالمجتمع فلا أستطيع مهما بالغت في الايجاز أن آتي على كل ما قدمه القرآن الكريم لنا من تعاليم وتشريع ويحسن هنا أن اذكر نماذج من هذه التعاليم القويمة: هناك مثلاً تعاليم يقصد بها تهذيب الخلق والدماثة، ومراعاة إحساس غيرنا من الناس حتى لا يتأذوا منا يقصد منها التربية الخلقية الاجتماعية الرفيعة من ذلك مثلاً رد التحية في قوله تعالى: {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها}، وقدم طبعاً أن يكون الرد أحسن من التحية، فالذي تقدم بالتحية متفضل وعلينا أن نراعي تفضله فنرد تحيته بأحسن منها، وفي هذا تربية للذوق الاجتماعي، واحكام لصلات المودة بين الناس، وأقل ما يجب أن نرد التحية بمثلها.

 

 ومن ذلك الاستئذان عند دخول بيوت غيرنا من الناس، ثم تحية من فيها،{يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا، وتسلموا على أهلها، ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون، فإن لم تجدوا فيها أحداً فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم، وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم والله بما تعملون عليم}.

وليس من اللياقة والأدب الإسلامي الكريم تتكبر على الناس ونصعر لهم خدنا، أو نمشي الخيلاء ونتيه عليهم، أو نكلمهم بصوت مرتفع فيه أمارات السيطرة والغطرسة فكل ذلك مما يبغضهم فينا ويسئ إلى ما بيننا من علاقات، استمعوا إلى قوله تعالى مخاطباً نبيه: {ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحاً إن الله لا يحب كل مختال فخور، واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير} ، وبحسب هذا الذي يرفع صوته كبراً أن يشبه بالحمار في صوته المنكر. وأيّد الله سبحانه هذه التعاليم في قوله {وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً، وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما} فهؤلاء الذين يمشون على الأرض بتواضع ورفق ولين من غير خيلاء وكبرياء وصفهم الله سبحانه بأنهم عباده ونسبهم إليه فهم عباد الرحمن، وهم الذين يعرضون عن كلام السفهاء فلا يقابلونهم بالمثل، بل يردون عليهم رداً فيه سلامة من أذاهم وفيه ترفع عن السفه.

هذه التعاليم الحميدة التي يتصف بها المجتمع الراقي المهذب وتجعل العلاقة بين الناس يسودها الأدب الجم ومراعاة الاحاسيس والمشاعر. ولأنتقل إلى بعض التعاليم التي يجب أن تسود العلاقات الانسانية في المعاملات والتي جعلت المجتمع الإسلامي الأول خير مجتمع رأته الإنسانية في تاريخها الطويل.

من ذلك البر بالفقراء والمساكين والعمل على تهيئة الحياة التي تكفل لهم العيش الكريم، وقد جعل الإسلام الزكاة فريضة من الفرائض كالصلاة والصوم، {والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم}، ليكون المجتمع مستنداً إلى دعامة قوية من التشريع، فلا يترك لنخوة الأفراد إن شاءوا أعطوا وإن شاءوا منعوا، ولكن إلى الحق الذي فرضه الله تعالى، والآيات التي يحث فيها الله سبحانه على الإنفاق والجود والبر بالفقراء والمساكين كثيرة جداً وتدل على أن التشريع الإسلامي يهدف إلى حل هذه المشكلة التي توجد الفروق بين الطبقات وتوجد الخلل في المجتمع،

: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت ايمانكم إن الله لا يحب من كان مختالاً فخورا}، وليس الاحسان بالكلمة الطيبة فحسب ولكن بإسكات سعار البطن الجائعة ونداء المعدة الخاوية وكسوة العاري ومداواة المريض.

والمجتمع السعيد هو الذي يتماسك أفراده فيما بينهم ويتعاونون على حد قوله تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}، وأن يكون بعضهم أولياء بعض يتناصرون ويتناصحون في السراء والضراء، هذا المجتمع هو الذي وصفه الله سبحانه بقوله: {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله اولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم}،

 

ومن مزايا المجتمع المثالي السعيد أن تسود الثقة بين أفراده في معاملاتهم ووعودهم، وأن يتصف أفراده بالأمانة فلا يخونون ولا يغدرون وفي ذلك يقول الله سبحانه: {والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون} ويقول: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها}، وإذا اتصف أفراد المجتمع بالأمانة ساد الحياة والمحبة.. وحسن المعاشرة والتعاون على البر والتقوي والوصية بالصبروما اليها. 

 باماكو.

 


 

الرعاة