تواصلت فعاليات مسابقة الشيخة فاطمة بنت مبارك الدولية للقرآن الكريم لليوم الخامس في دورتها الثانية التي تنظمها جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم وتقام فعالياتها ضمن أمسيات دبي القرآنية التي تصدح بها أصوات المتسابقات من أنحاء دول العالم في تنافس شريف على مسرح ندوة الثقافة والعلوم بدبي في الفترة من12 - 24 نوفمبر الجاري، بحضور سعادة المستشار إبراهيم محمد بو ملحه مستشار صاحب  السمو حاكم دبي للشؤون الثقافية والإنسانية رئيس اللجنة المنظمة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم وأعضاء اللجنة وعدد من المسؤولين وضيوف الجائزة وممثلي رعاة اليوم الخامس للمسابقة الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف.

 

وقد استمعت لجنة التحكيم في اليوم الخامس بفترتيه الصباحية والمسائية إلى تلاوات عطرة لكتاب الله في تنافس شريف بمشاركة 8 متسابقات وهن سارة علي إسماعيل فارع من اليمن، عائشة جالو من غينيا كوناكري، فاطمة محمد حسين من السويد، عزيزتو إدريسو من توجو، فاطمة برذوشي من البانيا، ياسمين رغدا غوماندير من الفلبين، هاجرة حسن أموسا من مالاوي، ونجمة عبدالرشيد شريف من إثيوبيا ويتنافسن في الحفظ برواية حفص عن عاصم، في حين تتنافس يوم غدٍ السبت 8 متسابقات وهن لينا بنت عبدالناصر من تونس في رواية قالون، سلمى محامد من المغرب في رواية ورش، نور أمالينا بنت أزهار الدين من ماليزيا في رواية حفص، بلقيس دار من موريتانيا في رواية قالون، حميدة محمد فاروق من كندا في رواية حفص، ربينه نيازي من أفغانستان في رواية حفص، مابنت سيسي من غينيا بيساو في رواية حفص، وزهوزهونا جورجادزي من جورجيا.

وذكر عبدالرحيم حسين أهلي عضو اللجنة المنظمة للجائرة رئيس وحدة الشؤون المالية والإدارية بأن المشاركة لهذه الدورة متميزة وقد بلغت 75 مشاركة متنافسة من أنحاء دول العالم وهذا ما يميز هذه المسابقة التى انطلقت بقوة فى دورتها الأولى العام الماضى وسط مشاركة غير مسبوقة لمثيلاتها فى العالم، كما يقوم بتحكيم المسابقة نخبة من العلماء والحفاظ المتمكنين من مختلف قراءات وأحكاما لقرآن الكريم وعلومه ويتعاملون مع أحدث أجهزة التحكيم الإلكترونية التي تتعامل بدقة متناهية مع المتسابقات ومستوى إجادتهن في رصد درجات الحفظ والتلاوة والأداء مع أسئلة أعضاء لجنة التحكيم، خاصة وأن المسابقة تحمل اسم سموالشيخة فاطمة بنت مبارك أم الإمارات التى تحظى بواقع خاص في نفوسنا وشعوب العالم ومعروف عن سموها مساهماتها  البارزة فى مجال الأعمال الخيرية وخدمة الإسلام والمسلمين فى كثير من الدول حول العالم.

وأشاد عبدالرحيم أهلي بمستوى المتسابقات وتنافسهن في الفوز بالمراكز الأولى في المسابقة، كما أشاد بنجاح فعاليات المسابقة، التي وصلت إلى يومها الخامس،بأن هذا النجاح يأتي في إطار جهود اللجنة المنظمة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم برئاسة سعادة المستشار إبراهيم محمد بو ملحه مستشار صاحب السموحاكم دبي للشؤون الثقافية والإنسانية والإعداد المسبق للدورة الثانية لتحقق نجاحا تلو الآخر على المستوى العالمي في خدمة كتاب الله تعالى، وسعيا لتحفيز الابناء والبنات على الحفظ والتجويد من أجل المنافسة في كل عام، 

وقام رئيس وأعضاء اللجنة المنظمة بالتقاط صور تذكارية جماعية مع أعضاء لجان تحكيم المسابقة وتختتم جلسات المسابقة الصباحية والمسائية بتوزيع جوائزنقدية مقدمة من اللجنة المنظمة للجائزة بالسحب على كوبونات جمهور الحضور .

 وفِي مقابلة مع المتسابقات نقلت لنا الحافظة سارة علي إسماعيل فارع من اليمن صورة للإرادة القوية والعطاء الأبوي في أوجه، والتضحية لأجل تحقيق أحلامنا مهما اعترتها من صعوبات، الحافظة سارة خريجة قسم علوم القرآن قدّر الله لها أن تعيش في كنف رعاية أب محب للقرآن، كرّس من حياته لتربيتها هي وإخوتها الثمانية بعد وفاة والدتها رحمها الله، بحيث كان يعلمهم أنه يمكن ترك مقاعد الدراسة النظامية على ترك مكان في حلقة تحفيظ للقرآن، واسترسلت سارة في حديثها عن رحلتها الطويلة للوصول إلى دبي والتي استغرقت ستة أيام، مرت فيها بمناطق ومدن الخوبان إلى تَعِز، ومنها إلى التربة، إلى عدن، إلى المكلا، ومنها إلى حضرموت، إلى محافظة مهرة، إلى الغيطة، إلى ميناء المزيونة، ولم تتوقف للراحة برفقة والدها إلا يوما واحدا، حيث اضطرت للسفر برا بسبب إغلاق مطار عدن في الفترة التي كانت ستأتي فيها ثم فتح بعد وصولها سلطنة عمان، فكان من الصعب عليهما العودة من جديد بعد قطع كل تلك المسافة، والحافظة ممتنة لوالدها وبدا أثرها بحبه ومعاناته معها كثيرا، حيث قالت واصفة: إنه أبي ذلك الرجل الرهيبا لعصبي، إنه أورثني الحزن ولكن مدني بالعزم والعزة والصبر الأبي، فحملتُ العبء طفلا ودموعي في لعبي، بكى حين رآني ناجحا ورضى عينيه أطفى تعبي، إنما كان أبي قاسيا حقًّا ويخفي نهر حب عذب، قلبه قلب صبي، صبره صبر نبي. وختمت بالدعاء لوالدها ولآباء جميع المسلمين، والدعاء لجميع القائمين على مسابقة الشيخة فاطمة، وأن يجعل عملهم ثقيلا في ميزان حسناتهم، كما شكرت القائمي على المؤسسة الخيرية لهائل سعيد التي رشحتها ومنحتها هذه الفرصة لتحقيق حلمها وحلم والدها بأن يراها تتنافس مع خيرة بنات الأمة الإسلامية على كتاب الله.

وقالت ممثلة غينيا كوناكري عائشة جالو البالغة من العمر عشرين سنة، والتي تفرغت هذه السنة لمراجعة القرآن الكريم بمعهد التحفيظ، بدأت حفظ القرآن الكريم بسن الرابعة، وختمته في سن العاشرة، وهي من أسرة حافظة فأختاها حافظتان أيضا، رشحتها وزارة الشؤون الدينية، ولها مشاركات في مسابقات محلية،ومشاركة دولية في ماليزيا، تصبو للحصول على المركز الأول كما تحلم بأن تكون قارئة متقنة، وفي كلمة وجهتها للبنات المسلمات قالت: انتهزن شبابكن ووقت فراغكن لحفظ كتاب الله لأن القرآن كلام الله ومصدر ديننا، ومسابقة الشيخة فاطمة فرصة تتجدد سنويا لشذ الهمم وتحفيز كل قلب محب للقرآن لم يبدأ بعد رحلته مع القرآن ليبدأ راجيا من الله أن ينضم يوما ما لقافلة الحافظات المرتلات لآيات الذكرالحكيم.

وقالت فاطمة محمد حسين ممثلة السويد، أنها بدأت حفظ القرآن الكريم في الصومال وهي بعمر الخامسة وختمت حفظه بسن الحادية عشر، قبل أن تنتقل للعيش مع عائلتها إلى السويد، وهي أم لولدين، سمعت عن المسابقة من صديقة لها. وأما عن هدفها من المشاركة في المسابقة فهو اختبار نفسها وحفظها أمام لجنة تحكيم، ووفق قواعد وأنظمة تحكيم دولية، لا سيما أنها أول مسابقة تشارك فيها ، ونصحت في ختام حديثها كل أم بأن تجعل مهمة تحفيظ القرآن الكريم من أساسيات تربيتها لأولادها، كما شكرت كل من ساهم في إنجاح هذه المسابقة، وبخاصة راعيها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يحفظه الله.

وقالت ياسمين رغدا غوماندير ممثلة دولة الفلبين، وهي في السنة الأولى بكلية الدعوة، استطاعت وهي بسن السابعة عشر أن تختم حفظ القرآن الكريم في عشرةأشهر بفضل الله ثم حرص والدتها التي أفادت الطالبة أنها كانت نصرانية وأسلمت،فكان لإسلامها أثر في تربية أولادها الستة، رشحتها جمعية الرسالة تحت رعاية الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم للمشاركة في المسابقة، وهي سعيدة بهذا الترشيح وهذا الفضل من الله، وترجو أن تستكمل دراساتها العليا في مجال الدعوة وعلوم القرآن لنشر دين الإسلام في بلدها.

أما الحافظة فاطمة برذوشي من ألبانيا فقد حفظت القرآن الكريم أولا في البيت ثم المسجد، وختمته وعمرها أربعة عشر سنة، بحيث ساعدها في ذلك والداها الحافظان لكتاب الله، شارك ابن عمها حسن برذوشي في مسابقة دبي الدولية في شهر رمضان الماضي، وهو من شجعها على التقدم للمشاركة في الفرع المخصص للإناث، وعن المسابقة قالت: إنها تهدف من مشاركتها إتقان الحفظ، والتعرف على حافظات أكثر إتقان تتعلم منهن، وتشجّعنها على المراجعة والتثبيت، وهي سعيدة بالتعرف عليهن، حيث قالت: إنه على الرغم من وجود مسلمين في ألبانيا إلا أن الاهتمام بالحافظات قليل، وهذا ما وجدته هنا، وأضافت: إني أرى في وجه كل متسابقة جمالاً، سواء أكانت من أفريقيا أم آسيا أم أيّ بلد آخر، إني أرى جمالاخاصّا هو جمال القرآن، أسأل الله أن يجمعني بهن بالفردوس الأعلى، وكل القائمين الحريصين على خدمتهن، وأدعو الله أن يقع أجر كل حافظة منهن عليهم، لأ عملهم رائع ومتقن، ويشجع كل حافظة على التقدم بل التسابق للمشاركة في هذه المسابقة.