تواصلت فعاليات مسابقة الشيخة فاطمة بنت مبارك الدولية للقرآن الكريم في دورتها الثانية التي تنظمها جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم ليومها الثالث ضمن أمسيات دبي القرآنية التي تسعد الحضور بأصوات إيمانية ندية تملأ أجواء ندوة الثقافة والعلوم بمنطقة الممزر بدبي، وذلك بحضور سعادة المستشار إبراهيم محمد بو ملحه، مستشار صاحب السمو حاكم دبي للشؤون الثقافية والإنسانية رئيس اللجنة المنظمة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، وأعضاء اللجنة المنظمة بالجائزة، كما حضر أيضا عدد من المسؤولين ورجال الأعمال والمتابعين لفعاليات المسابقة القرآنية التي تستمر فعالياتها خلال الفترة من 12 – 24 من نوفمبر الجاري.

 

وما زالت النسمات العطرة والمنافسة الشريفة لتلاوات الحافظات في فترتيها الصباحية والمسائية، حيث تنافس في اليوم الثالث للمسابقة 7 متسابقات وهن كل من رملة حسن من فنلندا، هديل خالد عوض من فلسطين، إسراء حسام عبدالغني من البحرين، براء أحمد صيفي من البرازيل، زكية جمعة عثمان من تنزانيا، خديجة بنت محمد أحسن من بنجلاديش، ورشيدة تراوري من بوركينا فاسو، وتسابقن على الحفظ برواية حفص عن عاصم، في حين تشارك في المسابقة يوم الأربعاء في يومها الرابع كل من المتسابقات آلاء فيصل عباس من السودان، مولزا جولين تيكا من إندونيسيا، هبة حسن حسين من الصومال، حنين عبدالعزيز عيسى من الكويت، خديجة هاييروا من تايلاند، زينب جبرائيلوفنا من روسيا، وعائشة دوكور من الكونغو برازافيل، وكلهن تتنافسن في الحفظ برواية حفص عن عاصم.

وعن أهمية إشراك المرأة وإعطائها مساحة للتعامل والتعاون مع جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، أفاد الاستاذ الدكتور محمد عبد الرحيم سلطان العلماء عضو اللجنة المنظمة رئيس وحدة المسابقات بأن هذا المشاركة  قد تأخرت لمزيد من الاستعداد لتقدّم الجائزة الأفضل، وتبدأ بتميّز يليق بمكانتها العالمية، وتسميتها بمسابقة الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات"، وإن هذا التميز المنشود قد لمسناه في لقائنا مع بعض المتطوعات والمتسابقات اللائي أبدين إعجابهن الكبير بالمستوى الفني والتنظيمي للمسابقة، وما مثلته من نموذج يحتذى به للارتقاء بمستوى مثيلاتها التي شهدنها في مشاركاتهن السابقة في مختلف دول العالم، ولا شك أن وجود كادر نسائي مناسب جاء ضرورة لتسهيل عمل اللجنة المنظمة ومرافقة المتسابقات، وقد قام بهذا الواجب المبارك عدد من المتطوعات من دولة الإمارات، ومشيرا إلى أن وجود المرأة في هذه المسابقة قد ساعد اللجنة المنظمة في التعامل مع المتسابقات، كون الفتيات لهن خصوصيتهن في التعامل، حيث تقوم المتطوعات بمرافقة المتسابقات في فعاليات المسابقة ومحل الإقامة بالفندق فضلا عن تواجد مرافقيهن خلال فترة مشاركتهن بالمسابقة، ومشيرا إلى أن هذا العمل التطوعي ليس الأول من نوعه إلا أنه الأغلى، فخدمة كتاب الله وخدمة حفظة كتاب الله الذين هم أهل الله وخاصته تعد نعمة عظمى لا ينالها إلا من اصطفاه الله لها، كما أنها تحمل اسما غاليا علينا جميعا (سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك) أم الإمارات.

 

وفي لقاء مع المتسابقة رملة حسن ممثلة دولة فنلندا -التي تشارك لأول مرة في مسابقة الشيخة فاطمة بحافظة، والبالغة من العمر خمسة عشر سنة، وهي تلميذة بالصف الثامن المتوسط، قالت إنها حفظت القرآن الكريم في المسجد وهي بعمر السابعة وختمته بعمر الحادية عشر، حيث شجعها والدها ووالدتها كما شجعا بقية إخوتها السبعة، وعن مشاركتها قالت إنها شاهدت المسابقة عبر التلفاز السنة الماضية وأعجبتها، ولم تتردّد لحظة في التقدم لوزارة الأوقاف والتسجيل للمشاركة، وبناء عليه فهي متواجدة اليوم ضمن نخبة من الحافظات من خيرة بنات البلاد الإسلامية. وللمتسابقة رملة عدة مشاركات دولية، منها مسابقة سويسرا ومسابقة كرواتيا، والمسابقة الإسكندنافية في السويد، وكذلك مسابقة الحافظ الصغير في قطر التي حصلت فيها على المركز الأول. هذا وتقدمت بالشكر إلى كل القائمين على هذه المسابقة الدولية التي لها وزنها وتشارك فيها دول كثيرة، وتنصح بنات المسلمين بالتوجه لحفظ القرآن ومدارسته لأن فيه من الخير الكثير في الدنيا والآخرة.

أمّا عن ممثلة فلسطين هديل خالد عوض جبارة، الطالبة في السنة الثالثة بكلية الشريعة، والتي حفظت القرآن الكريم بسن مبكرة، حيث ختمته بعمر الحادية عشر بتشجع والديها، وإخوتها. وعن قصتها مع حفظ القرآن قالت إنها بدأت الحفظ من أجل ما كانت تحظى به من تشجيع وهدايا من والديها في مقابل كل سورة أو آية تحفظ، لكنها بعدما حفظت وختمت ودخلت مرحلة التثبيت تعرّفت على حافظات أكبر منها تعلمت منهن أن تجعل القرآن رفيقها لأجل جعل الحياة أسعد وأفضل، ذلك أن حافظ القرآن لا يشقى. واسترسلت هديل في حديثها وسعادتها بمشاركتها بحيث عرفنا أنها صديقة ممثلة فلسطين تمارا في المسابقة في دورتها الأولى، والتي قصت عليها من القصص ومما رأته هنا بكل تفاصيله لدرجة أنها حتى الآن لم تجد شيئا يختلف عما سردته لها ووصفته. تأمل الحافظة بأن تستكمل دراساتها العليا في كلية الشريعة، وأن توفّق في اختبارها مساء كما وفقت خلال الفترة الصباحية، بحيث لم تحتسب لها اللجنة أيّ تنبيه أو فتح. وفي الختام تقدمت بالشكر للقائمين على المسابقة فقالت: إن لله أهلين، ومن يكرم أهل القرآن وهم أهل الله يكرمه الله يوم القيامة، والناس الآن يهتمون بالأمور الدنيوية أكثر من أي شيء آخر، وأن نجد جهة تهتم بالقرآن، وتكرّس الإعلام بكل وسائله وتقنيات العصر الحديث خدمة لكتاب الله، فهذا أمر يشكرون عليه، ونحن بحاجة لقدوة ولمناذج نقتدي بها، وإنه من الجميل أن نجد الإعلام في قمته وذورة عطائه يخدم أهل الله، ويقدم للعالم نماذج من خيرة أبناء الأمة الإسلامية.

وقالت إسراء حسام عبد الغني  أحمد أبو العينين من البحرين، الطالبة بالسنة السادسة طب، إنها بدأت حفظ القرآن الكريم بسن السادسة وأتمت حفظه خلال خمس سنوات، بإحدى مراكز التحفيظ، وبتشجيع من والديها اللذين يحفظان القرآن، والمتسابقة طالبة ببرناج إعداد الطالبات للمسابقات منذ سنوات، وعلى نهج زميلتها شيماء التي مثّلت البحرين السنة الماضية سارت في مشاركتها في هذه المسابقة، كما شاركت في مسابقات محلية كثيرة وفي مسابقة الأردن والجزائر الدوليتين. وعن وصفها للمسابقة قالت إنها من الناحية الإعلامية أحسن من نظيراتها من المسابقات الدولية التي شاركت فيها، ومن الناحية التنظيمية أيضا بحيث تدرب المتسابقات على كل شيء حتى قبل صعود المنصة، حيث يزول التوتر، إضافة لإخبار المتسابقات بدورهم ، وإلى الراحة بالفندق من الاستقبال إلى الرحلات الصاحبة، فبارك الله في جهودك الكريمة، وأدام عليكم نعمة الأمان والاستقرار، وجعلكم قدوة لدول العالم الإسلامي فيما تقومون به من خدمة للقرآن وأهله.

وصحبتنا براءة أحمد صيفي ممثلة دولة البرازيل -التي تشارك لأول مرة في مسابقة فاطمة الدولية للقرآن الكريم بحافظة- بصدق مشاعرها ورهافة حسها ودموعها التي لم تفارقها في حديثها عن رحلة حفظها للقرآن الكريم وتوفيق الله لها لإتمام حفظه في وقت قياسي، حيث إنها كانت تريد المشاركة السنة الماضية لكنها لم تفعل لعدم تمكنها من إتمام حفظ كل القرآن الكريم بسبب اجتيازها لامتحانات الثانوية العامة، ووعدت والدها وهو رئيس مركز الدعوة الإسلامية في البرازيل بأنها ستخصص هذه السنة لفعل ذلك لتتمكن من المشاركة، حيث لم تلتحق بعد بالجامعة إتمام حفظ القرآن ومراجعته، فقط لتحقق حلمها في اعتلاء منصة مسابقة الشيخة فاطمة بنت مبارك الدولية. وهو حلم كل حافظ لكتاب الله. وفعلا، هذه المسابقة تستحق كل ما بذلت من جهد وعناء، وفخورة بأن خصصت سنة من عمري لأشارك وأكون جزءًا من هذا الحدث القرآني. فشكرا لكم، لست متقنة تماما لكني وصلت للهدف من هذه المسابقة بأن شجعتني على إكمال حفظي للقرآن الكريم، ونشرت ثقافة الوعي بقية وأهمية حفظ كتاب الله والتنافس فيه.

وقالت زكية جمعة عثمان رمضان ديتوبيل ممثلة تنزانيا، الطالبة بالصف الثاني إعدادي، إنها حفظت القرآن الكريم بتشجيع والدتها الحافظة، وإنها عندما أخبروها في المدرسة عن وجود مسابقة الشيخة فاطمة السنة الماضية تمنّت المشاركة لكن ارتباط توقيت المسابقة بفترة امتحاناتها، منعها من ذلك، وهي سعيدة هذه السنة بأن تمكنت من الحضور لتمثيل بلدها وزيارة هذا البلد الجميل وشعبه الطيب، تأمل زكية أن تكون طبيبة حافظة لكتاب الله، وتنصح البنات اللواتي بعمرها بأن تبادرن لحفظ القرآن لأنه مهم لحياة الفرد، فهو يقوده للخير دائما، ويكفيها ما تراه من خير بسبب حفظه، وما وجودها هنا في مثل هذه المسابقة.

 


 

الرعاة